تجربة فيات برافو 1.4 توربو - منقول
تجربة فيات برافو 1.4 توربو جير عادي
من موقع فنات
في العام 2001 قدمت شركة فيات (عملاق صناعة السيارات الإيطالية) طراز "ستيلو" كبديل واعد وناجح للطراز الشهير "برافو" والذي بدأت إنتاجه في العام 1995. ولكن وبعد ست سنوات من الخمول أو بالأحرى التدهور في مبيعات سيارات الهتشباك وغيابها تماماً لدى فيات، بسبب فشل ستيلو فعلياً في تعويض برافو أو حتى النجاح في إثبات نفسها في الأسواق، رغم تميّزها بالتصميم الراقي والأوروبي وتجهيزاتها الغنية وأدائها المميز والمقنع لمن جربها في أوروبا وقلّة قليلة في باقي أسواق العالم ومنهم سوريا (ربما فشلت فيات في تسويقها!!). عادت فيات في العام 2007 لتعيد اسم برافو على فئة الهتشباك الكبيرة وتعفي ستيلو من مهمتها. والأكيد أن فيات الإيطالية أدركت مكانة برافو ودورها الفاعل والمنافس أمام نظرائها من رينو ميغان وبيجو 307 و308 وفولكس فاغن غولف وحتى فورد فوكس وأوبل أسترا.
وخلال زمن قياسي لم يتجاوز 18 شهراً من العمل، قدمت فيات سيارتها الرائعة "برافو" بوجهها الجديد كلياً، وقد أجادت في تصميمها وتجهيزها بالتقنيات والمعدات الرياضية الطابع والمحركات القوية والرياضية، فضلاً عن تدعيم وسائل الأمان والتعليق والعناية البالغة بأدق التفاصيل المتعلقة بجودة البناء والأداء...
ولن نطيل عليكم الحديث، ولندخل مباشرة في صلب الموضوع، فنحن ونظراً لأهمية فيات وسياراتها في العالم وأوروبا تحديداً، وروعة طراز برافو بوجهه الجديد، وقدومه مؤخراً للسوق السورية، وبدعم واهتمام مشكور من وكالة فيات في سوريا، حضرّنا لكم تجربة مفصلة وغنية للبرافو الجديدة بمحركها الصغير الاقتصادي، والقوي الرياضي! بسعة 1.4 لتر وقوة 150 حصاناً! ولنحكم بعدها ما إذا كانت فيات قد تداركت الموقف وأبقت برافو السلاح الأقوى لها أمام باقي المنافسين.
التصميم الخارجي:
قامت فيات بالإعتماد على قسم التصميم الخاص بها من أجل خلق شكل تصميمي مميز جداً يضفي وجهاً جديداً وساحراً للبرافو أمام منافسيها ليشعرهم بالغيرة والإحباط! ويملي على الزبائن رغبة جامحة في امتلاكها بعد أن يقعوا في حبها... وفعلاً فقد جاء التصميم إيطالي 100% ونحن لا نختلف على الذوق الإيطالي الشهير خصوصاً في مجال التصميم، إذ أن أكبر شركات تصميم الألبسة والأدوات والزينة والسيارات هي إيطالية! وهم أحفاد ليوناردو دافنشي ومايكل آنجلو...
وانطلقت فيات بتصميم برافو الجديدة من روحها الشبابية الجديدة والتي ظهرت جلياً في شقيقاتها الكروما وخصوصاً غراند بونتو. مع إضافة لمسات سحرية على مجمل الشكل لتتفرد به البرافو.
من الأمام، جاءت مقدمة السيارة مفعمة بالحيوية والحداثة في واجهة شرسة ورياضية، فقد تميزت بالأضواء الأمامية الكبيرة ذات العيون المسحوبة للخلف، كذلك الصادم الأمامي الكبير المحتوي على شبك تهوية مقسوم لقسمين، علوي صغير على عكس الأسلوب المتبع لدى باقي الشركات، والمحاط بإطار كرومي وعليه شعار فيات الجديد، وسفلي كبير وعريض مقسوم عرضياً لثلاث أقسام على الجانبين يوجد أضواء الضباب الكبيرة والتي تتأقلم مع حركة المقود. أما غطاء المحرك فيغلب عليه الخطوط البيضوية الناعمة، والزجاج الأمامي واسع وكبير ليفسح المجال لرؤية الطريق بشكل أفضل من الداخل.
بالذهاب إلى جانب السيارة نلاحظ إنسحاب الخطوط الناعمة وانتفاخها عند الرفاريف، وتصبح بيضوية ناعمة عند الأبواب باستثناء خط حاد ونافر أعلى مسكات الأبواب ومسحوب من الباب الأمامي حتى خلفية السيارة. النوافذ كبيرة بحجمها وجميلة بشكلها إذ ترتفع كلما نظرنا للخلف. ويضفي البلاستيك الأسود والذي يقسم المرايا الكبيرة ويحيط بالنوافذ مزيجاً أنيقاً مع الجانب. أما العجلات فهي بتصميم رياضي ومميز جداً، وعبارة عن خمس قطع مثلثية متداخلة مع خمس أذرع ومن لونين مختلفين فاتح وغامق لامع، لمزيد من الأناقة والنفس الرياضي على السيارة كما أنه بقياس 17".
وبالانتقال للخلف، نلاحظ مدى روعة التصميم لخلفية البرافو والتي تبدو أكثر شراسة من الأمام (من وجهة نظري!) بفضل شكل الأضواء الخلفية البيضوية الكبيرة والممتدة نحو الجانب، وتصميم غطاء الصندوق الذي يحتوي بدوره على الزجاج الخلفي ويعتليه جناح خلفي صغير وضوء الفرامل الثالث. أما الصادم فهو كبير ويحتوي على قسم سفلي من البلاستيك وفتحتي معدن للعادم مزدوجتين ومميزتين جداً بشكلهما الرياضي.
وباختصار جاءت برافو الجديدة بتصميم رائع يعكس الحضارة الإيطالية والجمالية الآخاذة والتي تعطيها خطوطها اللينة ذات الإيحاء الهجومي مظهراً حيوياً ديناميكياً ولامعاً، لن يدعك تبتعد بنظرك عنه قبل أن تعترف له بجماله وحرفيته العالية!
المقصورة:
اقتصرت فيات في إنتاج برافو الجديدة على فئة الهتشباك، بينما كانت في الجيل السابق تتوفر بنسخة سيدان أيضاً تدعى "برافا". وقد بنيت برافو على قاعدة ستيلو بعد تعديلها وبلغ طولها 2600 مم، أما طول السيارة الكلي فيبلغ 4340 مم وعرضها 1790مم وارتفاعها 1490مم، وهذه المقاييس تمنح برافو تفوق واضح على المنافسات بالإضافة لرحابة داخلية متفوقة وسعة تحميل كبيرة لصندوق الأمتعة تبلغ 400 لتراً، والتي تعتبر السعة الأكبر لسيارة من نفس الفئة.
وما إذا كانت برافو مفهوماً مثالياً للمظهر الجميل في الخارج فإنها أيضا تتمتع بتصميم داخلي عالي الجودة، مع اهتمام شديد بالتفاصيل.
وصممت لوحة القيادة بعناية شديدة، وهي مركزة بشكل مائل بالكامل ناحية السائق، وتجعل المؤشرات الرقمية والبيانات سهلة المنال وواضحة للقراءة. وتتميز بالملمس الناعم والأنيق وهي مؤلفة من الألياف ومدعومة بالبلاستيك الصلب. وتتمتع أيضاً بالملامح الرياضية من خلال تصميم فتحات التهوية الدائرية والمحاطة بالكروم، وتصميم الكونسول الوسطي والذي يحتوي على المسجل والمكيف، والكروم يدخل حتى على الأزرار الصغيرة! أما لوحة العدادات فهي أكثر من رائعة ورياضية وتتألف من أربع دوائر عميقة التموضع وفي الوسط هناك شاشة كومبيوتر صغيرة متعددة الاستعمال. وخلال الليل أو الإضاءة الخافتة تضاء لوحة العدادات باللون البرتقالي الرائع والذي يمكّن السائق من التركيز بسرعة أكبر عند الانتقال من الظلام إلى النور.
ومن القطع الأكثر روعة في الداخل كان المقود بتصميمه الرائع والرياضي وعليه أزرار التحكم وأيضاً عتلة التعشيق المحاطة بالكروم. ومن التفاصيل التي تدل على الأناقة الواضحة هي الخياطة والتطريز باللون الأزرق الذي على المقود وعتلة التعشيق وذراع الفرامل اليدوية... حتى الدواسات كان لها اهتمام خاص بشكلها الرياضي!
وتستحق المقاعد الأمامية والخلفية في برافو وقفة خاصة، إذ تم تصميمها لتضمن أفضل مستوى ممكن من الراحة لكل الركاب، وتم تطويرها طبقاً لمعايير الراحة والسلامة من أفضل الخبراء الإيطاليين في مجال التكنولوجيا، فهي تساعد على امتصاص الاهتزازات وتحقيق أعلى مستوى من الراحة.
وزودت المقاعد الأمامية المصنوعة من المخمل الفاخر بنظام داعم لظهر السائق والراكب مع حشوة تتوافق وشكل الجسم، كما يمكن تعديل المقاعد الأمامية في كل الإتجاهات، أما المقاعد الخلفية فلها بنية تمنع انحنائها أكثر مما يجب تحت الثقل مما يدعم وزن الجسم ويحقق راحة أكبر، وهي مزودة بوصلات لتثبيت مقاعد الأطفال ومساند للرأس لثلاثة ركاب.
وتشمل تجهيزات برافو الاختيارية مجموعة إضافية تكمّل التجهيزات اللازمة لتعديلها بما يرضي رغبات زبائنها مثل نظام تكييف هواء ديجيتال قابل للفصل بين جانبي المقصورة، يمنح درجتي حرارة مختلفتين لكل من السائق والراكب الأمامي، كما توفر الاختيار ما بين نوعين من أجهزة الراديو مع نظام "Hi Fi" الصوتي، إضافة لمسجل CD-MP3 رائع وموصول ببفلات عددها 6 عالية الجود والنقاوة، بالإضافة لأربعة أكياسهواء...
وعلى العموم فإن مقصورة البرافو الجديدة تتكامل بأناقتها مع جمال الخارج، وتوازن ديناميكية الخارج التي توحي بأن السيارة مدمجة مع رحابة داخلية ممتازة وجيوب تحميل عديدة وموزعة وإنارة وعزل لا مثيل له.
المحرك وعلبة السرعة:
قدمت فيات برافو مجموعة جديدة من المحركات الحديثة والمزودة بشاحن توربو "T-Jet" لتكافئ بين المحركات الاقتصادية والتأدية الرياضية. وتأتي سيارة التجربة بالمحرك الأقوى بسعة 1.4 لتر، وأربع أسطوانات وبقوة 150 حصاناً عند 5500 دورة للمحرك في الدقيقة، وعزم مميز يبلغ 21 كغ.م يتأتى من سرعة دوران منخفضة 2250 دورة! وموصول المحرك بعلبة سرعات يدوية من ست نسب.
ويستطيع المحرك الوصول بالسيارة لسرعة 100 كم/سا من حالة التوقف بغضون 8.5 ثا فقط وبلوغ سرعة قصوى 212 كم/سا. أما عن استهلاكه، فمحرك البرافو فضلاً عن أنه رياضي وقوي إلا أنه اقتصادي بجدارة حيث يبلغ معدل استهلاكه للوقود 280 كم لكل 20 لتر من البنزين.
على الطريق:
بصراحة كل ما في البرافو الجديدة رائع! ولكن أكثر ما يميزها فعلياً ويجعلها تذهب بعيداً في المنافسة هو أدائها المهيب على الطريق وحضورها القوي بفضل محركها الجبّار والرياضي. وأضافت تجربتنا لها على الطريق بمختلف ظروفه قناعة تامة بأن البرافو واحدة من أروع سيارات الهتشباك التي جربناها في سوريا.
عند إدارة المحرك لا تشعر به من الداخل لأنه ناعم وهادئ جداً كما أن المقصورة ممتازة العزل. ولكن عند تعشيق أول سرعة والإنطلاق على الطريق ستشعر بالفرق فالتسارع رائع والعزم يتأتى بكامله بدءاً من 1500- 2250 دورة للمحرك والصوت عنفواني إيطالي والذي أوحى لنا لبعض اللحظات على الطريق وكأننا نقود فيراري إنزو أو لمبورغيني مورشيلاغو (مع حفظ الألقاب) خصوصاً وأن صوت نفاث الهواء للتوربو يشعرك مع كل تعشيقة بجرعة أدرينالين من العيار الثقيل. صدقوني لا أبالغ إن قلت بأن البرافو رائعة! والأمر المضحك أن سائق تجارب فنّات أخذ مستمتعاً جداً بالقيادة ويتجاوز سيارة تلو الأخرى حيث بدا وكأنه يمارس هوايته المفضلة على الإطلاق وجاءت برافو لتحقق له ذلك، ولكن بعد مرور نصف ساعة من القيادة، تنبّه إلى أنه لم يستخدم بعد زر التأدية الرياضية، فشعرت بالإحباط لبرهة والاستغراب لبرهة أخرى. وللحق وبعد تشغيل نظام التأدية الرياضية لاحظنا اختلاف كبير! فالسيارة قد أصبحت أكثر شراسة وعدائية وصلابة على الطريق، فمن شأنه أن يخفف استخدام الزر "Sport" من قوة مساعدة المقود الكهربائي، ويزيد من حدة استجابة دواسة الوقود ويؤمنضغطاً أكبر لشاحن الهواء الأمر الذي يمكّن السيارة من الإنطلاق 0-100 كم/سا في غضون 8.2 ثوان عوضاً عن 8.5 ثوان تحققها دون الضغط على الزر المذكور.
علبة السرعة ممتازة الأداء ومتجاوبة لحد كبير والتنقل بين السرعات المتتالية رائع وسريع جداً، أما القدرة على المناورة فهي أيضاً لا مثيل لها والدخول في المنعطفات مغامرة مثيرة وواثقة ومدعومة بنظام الـ ASR للتحكم بالتوجيه. المقود جيد ولكن حتى مع وضعية هذا الزر فعالاً فإن دقة المقود لا تؤمن شعوراً كافياً، كماأن التعليق الرياضي يسمح بالكثير من إنزلاقات الهيكل. كما أن المعايرة القاسيةلجهاز التعليق سينجم عنها معاناة في امتصاص مطبات الطريق حتى الصغيرة منها وذلكبالمقارنة مع الوضعية المريحة لذلك الجهاز. إلا أن المحرك التوربو يجعل منقيادةالسيارة أمراً ممتعاً فعلاً. وفي المدينة وجدنا أنه من الأفضلفصل عمل نظام "Sport" الأمر الذي يجعل متابعة المسير بالسيارة أكثر نعومة مع مساعدةأكبر للمقود واستجابة أقل حدة لدواسة الوقود.الفرامل قوية جداً وتشعرك بالثقة، خصوصاً مع مساعدة أنظمة ABS والـ EBD لتوزيع الكبح إلكترونياً.
بالنهاية خلصنا إلى أن تجربة فيات برافو 1.4 لتر وقوة 150 حصاناً أمر رائع جداً ونصيحة لا تفوت أبداً. والبرافو منتج راقي ومتميز وناجح من الفيات ويبشر بعودة إيطالية قوية لأسواق الهتشباك ذات الأداء والرونق الرياضي خصوصاً وأن سعرها منافس جداً ضمن فئتها وتجهيزاتها!.
